responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 146

الكاظم عليه السلام أنّه قال:

«إنّ للَّه‌على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأمّا الحجة الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام وأمّا الباطنة فالعقول» [1]

. مع ذلك فرسالة هذا الرسول الباطن محدودة، بينما ليست كذلك رسالة الرسول الظاهر الذي يستند إلى الوحي والعلم الإلهي المطلق. وبناءً على ما تقدم فقد اتضح الرد على البراهمة السوفسطائيين الذين يقولون: ما يأتي به الأنبياء لا يخرج عن حالتين: امّا أن يدرك العقول ما يقوله أو لا يدرك، فان أدركه العقل فلا حاجة للأنبياء، وإن لم يدركه فو ليس بمعقول ولا يمكن قبوله لأن الإنسان لا يقبل قبط ما لايعقل. والإشكال الذي يرد على هذا الاستدلال هو أن هؤلاء لم يفرقوا بين اللامعقول والمجهول، وكأنّهم تصوروا أنّ العقل يدرك جميع الأشياء، والحال لدينا تصنيف ثلاثي بشأن المواضيع المطروحة. فالمواضيع التي تعرض علينا إمّا أن تكن موافقة لحكم العقل أو مخالفة له أو مجهولة. ولا يسعنا هنا إلّاأنّ نقول بكل تأكيد أن أغلب الموضوعات من قبيل القسم الثالث؛ أي هى من قبيل المجاهيل التي كرست رسالة الأنبياء وظيفتها في هذا المجال.

أضف إلى ذلك فغالبنا ما يعترينا هاجس الخطأ والزلل في إدراكاتنا العقلية؛ ومن هنا برزت حاجتنا الملحة للأنبياء، وبعبارة اخرى إلى تأييد العقل بالنقل الذي يسعه منحنا السكينة والاطمئنان في إدراكاتنا العقلية ويزيل الوساوس والهواجس ويأخذ بأيدينا إلى السبيل القويم.

4- لا تخلو الأرض من حجة

لقد أكد الإمام علي عليه السلام على حقيقة اخرى وهى عدم خلو الأرض من الحجة الإلهية الظاهرية أو الباطنية

«ولم يخل اللَّه سبحانه خلقه من نبي مرسل أو كتاب منزل أو حجة لازمة أو محجة قائمة»

والطريف في كلام الإمام عليه السلام أنّه قرن الكتب السماوية بالأنبياء والحجج الإلهية والسيرة المعتبرة. نعم وراء كل كتاب سماوي نبي من أنبياء اللَّه يكشف أسراره ويوضح معالمه ويبيّن أحكامه إلى جانب إجراءه وتنفيذ مفاهيمه، كما يواصل نهجه بواسطة سنته‌


[1] أصول الكافي 1/ 16.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست