responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 115

يتناسب وأبحاثه العقائدية والتربوية إلى بعض مسائل العلوم الطبيعية. امّا النظرية السائدة اليوم في الأوساط العلمية بشأن خلق الإنسان فهى نظرية «تكامل الأنواع». ويرى أنصار هذه النظرية أنّ كافة أنواع الكائنات الحية لم تكن سابقاً كما هى عليه اليوم، بل كانت موجودات بسيطة أحادية الخلية ثم تكاملت بعد أن سبحت في مياه المحيطات وغاصت في أعماق البحار لتتكامل تدريجياً فتغيرت من نوع إلى آخر من خلال تغييرها لأشكالها فانتقلت من البحار إلى الصحارى. والإنسان هو أحد هذه الكائنات الذي قطع مسيرته التكاملية بعد أن اجتاز تلك المرحلة التي كان فيها قرداً بشكل إنسان، وعليه فقد انحدر الإنسان من تلك الكائنات المتسافلة. وبالطبع فان أنصار هذه الفرضية قد انقسموا إلى عدّة طوائف، فمنها اتباع «لامارك» و «داروين» و «الداروينية الحديثة» وطائفة «موتاسيون» (نظرية الطفرة) وما إلى ذلك من الطوائف التي تقدم كل منها أدلتها على صحة نظريتها بهذا الشأن.

ويقف مقابل هؤلاء، أتباع ثبوت الأنواع حيث يقولون بأنّ أنواع الكائنات الحية قد ظهر كل منها بصورة منفصلة منذ البداية بهذه الهيئة الحاضرة، كما أقاموا أدلتهم وبراهينهم التي تعرض بالنقد للأدلة التي اعتمدتها نظرية التطور والتكامل، ولا يسعنا الخوض في تفاصيل هذه النظرية. ونكتفي هنا بالإشارة بصورة مقتضبة للمواضيع التالية:

1- يستفاد من القرآن الكريم وكذلك خطب نهج البلاغة مسألة ثبوت الأنواع على الأقل بالنسبة للإنسان، بينما لم ترد مثل هذه التصريحات بشأن سائر أنواع الكائنات- رغم أنّ بعض أنصار فرضية التطور والتكامل التي تشمل الإنسان بشكل عام يصرون على توجيه الآيات القرآنية وعبارات خطب نهج البلاغة بحيث تنسجم ونظرية النشوء والارتقاء، حتى ذهبوا إلى أنّ هذه الآيات والخطب أدلة على مزاعمهم. إلّاأنّ المتتبع المحايد يذعن بأنّ هذه المزاعم تنطوي على تكلفات وحرج لا يمكن قبولها إلّامن خلاله.

2- إنّ قضية التكامل والارتقاء أو ثبوت الأنواع ليست من قبيل القضايا التي يمكن إثباتها من خلال التجربة والأدلة الحسية والعقلية، وذلك لأنّ جذورها قد امتدت لملايين السنين السابقة، وعليه فان كل ما يورده أنصارها أو مخالفوها إنّما هى فرضيات وأدلتها ليست سوى‌

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست