لا شك ان الناظر في هذه الاخبار يجد في أول نظره إليها تأكيدا بليغا في التقية
قلما يوجد في أشباهها و قد يستوحش منها أو يوجب سوء الظن بها أو ببعضها، كل ذلك
جهلا بأسرارها و مواردها و مغزاها و لكن التدبر فيها و في الظروف التي صدرت لها، و
في القرائن الموجودة في كثير منها يرشدنا الى سر هذه التأكيدات و يرفع النقاب عن
وجهها و يفسرها تفسيرا تاما.
و الظاهر ان هذا الاهتمام كان لأمرين مهمين.
أحدهما- ان كثيرا من عوام الشيعة، أو بعض خواصها، كانوا يقومون في وجه
الحكومات و النظامات الفاسدة الأموية و العباسية بلا عدة و عدة و لا تخطيط صحيح و
لا محجة واضحة، فيلقون بأنفسهم إلى التهلكة كأنهم يرون إعلان عقيدة الحق و لو لم
يكن نافعا واجبا، و إخفائها و لو لم يجلب الا الوهن و الضرر على المذهب و مقدساته
حراما، و ان كان حافظا