استمر اقتباسه و استفاضته من الفيوض العلمية لدروس أساتذة النجف حتى شهر
شعبان 1370 ه. ق (1330 شمسية) حين أجبرته قلّة الامكانيات المتاحة على العودة
إلى ايران و النزول بمدينة قم التي كانت تفتح ذراعيها بشوق إلى رجال العلم، و
انضم إلى جماعة سجّل لها التاريخ فيما بعد آثاراً عظيمة.
بعد عودته إلى ايران، عكف آية اللَّه العظمى مكارم الشيرازي على تدريس
السطوح العالية ثمّ خارج «الأصول» و «الفقه» و منذ 28 سنة تقريباً و الطلبة و
الفضلاء يرتادون بحرارة حوزة درسه الخارج، حتى درس أربع دورات كاملة لخارج الأصول
و ألف الكثير من الكتب الفقهية الهامة بعد تدريسها، و اليوم، تعد حوزة درسه الخارج
إحدى أكثر الحوزات العلمية الشيعية ازدحاماً حيث ينهل من نبع علمه الدفّاق قرابة
ألفي طالب و فاضل رفيع الشأن. لقد عمل منذ بداية شبابه على التأليف في مختلف
ميادين العقائد و المعارف الإسلامية و موضوع الولاية ثمّ التفسير و الفقه و
الأصول، و يعتبر الآن أحد المؤلفين الكبار في العالم الإسلامي.
حياته السياسية
لقد كان لحضرته دور فعّال في الثورة الإسلامية، الأمر الذي كلّفه الاعتقال في
سجون الطاغوت و النفي إلى (جابهار) و (مهاباد) و (انارك) كما كانت له مشاركة
مؤثرة مع الخبراء الأوائل في تدوين القانون الأساسي.
خدماته الجليلة
أ- منشور علمي للمركز الشيعي الكبير
كان هناك شعور مؤكد منذ مدة طويلة بأن الحوزة العلمية بقم بحاجة إلى نشرة