نبي الإسلام (صلى الله عليه و آله) و رأيا بعيونهما حوادث صلح الحديبية أو فتح
مكة عند ما كان النبي (صلى الله عليه و آله) يتوضأ فينطلق أصحابه و أتباعه
يتسابقون للفوز بقطرات من ماء وضوئه حتى لا تسقط أي قطرة على الأرض [1]، لقالا في
سرهما إنّ هذا لا يتناسب مع شأن النبي (صلى الله عليه و آله) و إن فيه شائبة
الشرك، إن لم يتمكنا من التصريح بذلك.
و كذلك لو كانا في المدينة بعد رحيل النبي (صلى الله عليه و آله) و رأيا
بعيونهما كيف وضع أبو أيوب الأنصاري المضيّف الأول لرسول الله (صلى الله عليه و
آله) وجهه على قبر النبي (صلى الله عليه و آله) طلباً للتبرك [2].
أو ما فعله بلال مؤذّن رسول الله (صلى الله عليه و آله) حيث جلس بجوار قبره
(صلى الله عليه و آله) يرفع صوته بالبكاء و يعفر وجهه بترابه [3]، لقاما بأخذ
بلال و أبي أيوب من تلابيبهما و قذفاً بهما جانباً؛ لأنّ هذا العمل شرك عندهما،
كما يفعل أتباع هذا المذهب اليوم مع زوّار قبر رسول الله (صلى الله عليه و آله).
في الوقت الذي لا يوجد أقل علاقة بين طلب التبرك و العبادة، بل التبرك هو نوع
من الاحترام مع أدب، على أمل أن ينزل الله سبحانه و تعالى على زوّار رسوله (صلى
الله عليه و آله) بركاته لأجل هذا الاحترام.
الوظيفة الخطيرة لعلماء الإسلام:
يجب على جميع العلماء الأعلام و مفكري الإسلام التصدي للأعمال
[1]. و هذا الأمر وقع و تكرر عدّة
مرات طوال حياة النبي (صلى الله عليه و آله)، راجع صحيح مسلم، ج 4، ح 1943؛ و كنز
العمال، ج 16، ص 249.