ثمّ استدعى
واحداً تلو الآخر ليظهروا عقيدتهم حول القرآن، فاعترف جميعهم بأنّ القرآن مخلوق
فأخلى سبيلهم، باستثناء أربعة أشخاص هم: أحمد بن حنبل، سجادة، القواريري و محمّد
بن نوح، فأمر رئيس الشرطة بتقييدهم بالسلاسل و زجهم بالسجن.
و في اليوم
التالي استدعاهم، و أعاد عليهم الكلام حول القرآن، فاعترف سجادة بأنّ القرآن مخلوق
فأطلقه، و أصر الباقون على المخالفة، ثمّ أعادهم مرّة أخرى إلى السجن.
و في اليوم
الثالث استدعاهم و تراجع القواريري عن موقفه، فأطلق سراحه، و لكن أصرا كلًا من
أحمد بن حنبل و محمّد بن نوح على قولهما السابق، فقام رئيس الشرطة بنفيهما إلى
مدينة طرطوس [1]».
و عند ما
اعترض بعضهم على المجموعة التي استخدمت التقية، استدلوا لهم بموقف عمار بن ياسر في
مقابل الكفار [2].
إنّ كل هذا
يدل و بوضوح على أنّه إذا انحصر طريق نجاة إنسان بالتقية عند ما يقع ضغط شديد عليه
من قبل الظالمين يستطيع أن يختار التقية وسيلة لصيانة و حفظ نفسه من ظلم الكفّار
أو المسلمين (تأمل).
7. التقية
الحرام
هناك بعض
الموارد يحرم فيها التقية، و هي عند ما يؤدي استخدام التقية في إخفاء شخص عقيدته
أو مذهبه إلى تعريض أساس الإسلام للخطر أو
[1]. مدينة في بلاد الشام على ساحل البحر الأبيض
المتوسط.