نعم، لقد اتضح أنّهم قاموا بتغيير كل شيء حتى الصلاة.
ينقل الشافعي في الكتاب المعروف «الأم» عن وهب بن كيسان: «كلُّ سنن رسول الله
(صلى الله عليه و آله) قد غُيِّرت حتى الصلاة» [1].
الجهر بالبسملة في الأحاديث النبوية:
هناك طائفتان من الروايات في كتب أهل السنة المعروفة حول هذه المسألة، و هي
مختلفة تماماً، و هذا ما أدى إلى اختلاف فتاواهم، و العجيب في الأمر أنّ راوياً
معيناً ينقل عدّة روايات متناقضة و متضادة، و سنلاحظها في الأحاديث القادمة.
الطائفة الأولى:
الروايات التي تعتبر البسملة جزءاً من سورة الحمد، بل ترى استحباب قراءتها
جهراً أو وجوب قراءتها.
في هذه الطائفة نكتفي بذكر خمس روايات عن خمسة رواة معروفين:
1. ينقل الدارقطني في كتابه «السنن» حديثاً عن أمير المؤمنين علي (عليه
السلام) صاحب المقام الشامخ المعلوم للجميع الذي رافق النبي الأكرم (صلى الله عليه
و آله) في السفر و الحضر و في الخلوة و الجلوة، فيقول:
«كان النبي (صلى الله عليه و آله)
يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في السورتين جميعاً» [2].
2. ينقل الحاكم في المستدرك عن أنس بن مالك الخادم الخاص للنبي (صلى الله عليه
و آله) منذ أيّام شبابه يقول: «صلّيت خلف النبي (صلى الله عليه و آله) و خلف أبي
بكر،