و الملفت للنظر أنّ عائشة- التي يولي الإخوة أهل السنّة أهمية كبيرة لفتاواها
و رواياتها- تقول في الحديث المعروف: «لئن تقطع قدماي أحبّ إليّ من أن أمسح على
الخفّين» [1]. و قد
كانت تعيش مع النبي (صلى الله عليه و آله) ليل نهار و ترى وضوءه.
و على كل حال، لو اتّبع هؤلاء الإخوة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) و التي
تتطابق مع ظواهر القرآن لما قبلوا إلّا بالمسح على القدمين.
يقول النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) في الحديث الصحيح:
«إنِّي تَارِكٌ فيكم ما إن
تمَسَّكْتمْ بِهما لَنْ تَضِلّوا كتَاب اللهِ و عِتْرَتِي أَهْلَ بَيتِي، و
إنَّهما لَنْ يَفْتَرِقَا حتّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْض» [2].
اتّفق فقهاء الإماميّة على عدم القبول بغير المسح على القدمين في الوضوء، و
الروايات الواردة من طرق أهل البيت (عليهم السلام) صريحة في هذا المعنى، و قد
لاحظتم ذلك في حديث الإمام الباقر (عليه السلام) المذكور سابقاً، و هناك أحاديث
كثيرة في هذا المجال.