زالت كافة
أشكال الظلم والاجحاف، آنذاك يتمكن الجميع من العيش برفاه ورغد من العيش بالتالي
لسنا آلات ماكنة لنؤدي حركاتنا وأعمالنا على سبيل الاضطرار، فقد زودنا بالإرادة
والاختيار لنمارس حياتنا على ضوء تخطيطنا الصحيح أو الخاطىء، فلنا أن نحسن
استغلال نعم الدنيا وفرصها أو نسيىء استخدامها، المصير هو الآخر يأبى التفسير
على أساس الجبر والاكراه دون أن يكون للإنسان أي دور في تعيينه.
أمّا وجودنا
فهو متصل من جانبيه بالأبدية وليس من شأن الموت قطع سلسلة تكاملنا الوجودي أبداً،
وعلينا أن نستعمل العبارة «الانتقال إلى عالم أوسع» بدلًا من التعبير بالموت،
العالم الذي نسبته إلى عالمنا كنسبة عالمنا لعالم رحم الأم، وبناءً على ذلك فإننا
لا نفقد شيئاً حين الموت.
قطعاً لسنا
عارفين بكافة أسرار الوجود، إلّاإننا نعلم كلما تكاملنا على صعيد العلم والمعرفة
تكشفت لأعيننا حقائق أنصع عن نظام الوجود وما ينطوي عليه من جمال وروعة، وعليه فلا
مبرر لأن يمارس ذلك المهندس الماهر أدنى عشوائية وظلم بحقنا.
إنّ وجودنا
بأسره نحن البشر الذين نعيش على سطح الكرة الأرضية ليس إلّاكقطرة ماء فى فم طائر،
فما عسى تأثير هذه القطرة على محيط لو حلق هذا الطائر وقذف بتلك القطرة؟ وعليه
فإننا لم نخلق لنؤدّي خدمة لذلك الخالق العظيم، بل هو الذي خلقنا لإسعادنا طبعاً
لسنا بصدد الحكم بأنّ أيّاً من هذين النمطين من التفكير هو