الذهنية مع
الوقائع والحقائق العينية، والحال لا يكون الوجود العيني بمفرده (في حالة عدم
انعكاسه في ذهننا) مصدراً للآثار البدنية والفعاليات الإرادية قط، ولكي تتضح هذه
الحقيقة في أنّ طمأنينتنا واضطرابنا الروحي يتوقف على نمط تفكيرنا وعقيدتنا، نعقد
مقارنة بين أسلوبين من التفكير:
النمط
الاوّل للتفكير:
يرى الفرد
المادي النزعة:
* إن وجودنا
متصل من جانبيه بالعدم والفناء المطلق، فلم يكن أكثر من حفنة من المواد الآلية
والمعدنية المتناثرة قبل مجيئنا إلى هذه الحياة الدنيا، كما لن يكون مصيرنا في
المستقبل أحسن من ذلك، حيث سيتحول كل هذا الوجود الرائع وعقولنا المقتدرة وأفكارنا
الجبارة وعواطفنا المرهفة ومشاعرنا الحارة، وهكذا كل مفردات حياتنا إلى هباء
منثور بعد الموت، فما الذي سيبقى لدينا بعد ذلك؟ لا شيء، نعم لا شيء سوى حفنة
من التراب والغازات السابحة في الفضاء!
* إننا على
هامش الموت كالتاجر الذي تحرق كافة ثرواته أمام عينيه، ثم يحرق بعدها نفسه في
النيران!
فالأمور من
قبيل القصر الضخم والسمعة الحسنة وألواح التقدير والبناء التذكاري والشخصية
التاريخية- وما إلى ذلك من المسميات الكاذبة والزائفة والشعور الفارغ بنوع من
البقاء وديمومة الوجود- من نسج خيالاتنا الفارغة، وإلّا فما أثر هذه الأمور حين
نتحول إلى