responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الوجود نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 21

على كل حال فقد أدركت أنّ رمز اطمئنانهم الروحي‌ إنّما يكمن في هذا الاسلوب من التفكير، غير أنّ المؤسف له أنّ ذلك الاسلوب من التفكير كان متعذراً عليَّ آنذاك ولذلك كنت أشعر بحالة عجيبة من الاضطراب الروحي.

كأنّ ناراً شبت في أحشائي فكانت تحرقني بسعيرها، كنت كثيراً ما أخلو بنفسي وأبكي، طبعاً لا يسعني أن أحدد بالضبط مم كان بكائي، أكانت لي ضالة؟

أكان هناك عشق يؤرقني؟ كانت روحي مضطربة وتبحث عن الهدوء والاستقرار، بَيدَ أنّها لم تظفر به، الأمر الذي كان يزعجني، فكنت أجهش بالبكاء كالطفل الضائع، نعم كانت الدموع تخفف من معاناتي وتطفى‌ء سعير النيران الملتهبة في أحشائي ولو لمدّة قصيرة، فما تلبث مدّة حتى تشب لظى النيران من جديد فتحيط بكل كياني، كنت أتمنى أن أشعر يوماً بالطمأنينة الروحية، كنت صلباً تجاه الحوادث المريرة التي كانت تواجهني في حياتي، كما كنت أبتسم للحياة رغم أحزانها وآلامها، فكنت أواجه المصاعب بكل شجاعة حتى أني لم أكن أخشى الموت، كان المستقبل يبدو لي واضحاً وخال من الغموض كالماضي، ولكن وكما قلت كنت حديث التفكير ولا تجربة لي.

أضف إلى‌ ذلك فإنّي لم أحاول التماس الاطمئنان الروحي في ظل سلسلة من الوهم والخيال البعيد عن الواقع، فكنت أسعى‌ لأن أفهم الواقع كما هو فأظفر في ظلّه على‌ ظالتي التي لم تكن سوى‌ الاطمئنان.

نام کتاب : سر الوجود نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست