قليل من الأفراد من لا يطرح هذا السؤال: لماذا جئنا؟
ماذا ينقص الغني الحكيم حتى خلقنا؟! ...
لولم نخلق فهل ستنطبق السماء على الأرض؟ أم تتداخل المجرّات؟ أتنتهي الكواكب
والسيارات؟! ... يبدو أنّه لا يتغير أي شيء، أو ليست أغلب السيارات غير مأهولة؟
فما مشكلتها من جراء ذلك؟ حقّاً ماذا كان سيحصل لو لم نكن؟ وإذا كان مراد اللَّه
سبحانه قضاء حاجة في نفسه، كأن نعبده ونثني عليه ونتواضع لعظمته، فإنّ هذا الأمر
لا ينسجم وذاته الغنية المطلقة.
هل من أثر للمدح أو الذم على الشمس من قبل بعوضة في زاوية سحيقة من زوايا كرات
المنظومة الشمسية ... قطعاً لا، وممّا لا شك فيه أنّ كفرنا وإيماننا لأصغر من ذلك
تجاه ذلك الوجود اللامتناهي، فالشمس ذرّة غبار تائهة في سماء عظمته! وإذا لم يكن
ذلك هو الهدف من خلقنا فما هو الهدف إذن؟
ليتنا بقينا في مستنقع العدم ولم نظهر للوجود .. فخلقنا لم يكن منذ الأزل سوى
رقعة شاذة!
هناك طائفة أراحت نفسها كلياً من هذا السؤال فاعتقدت بعبثية الخلق وعدم
انطوائه على أي هدف وغاية!
إنّ أنصار عقيدة عبثية الخلق من الماديين وإن نالوا هدوءاً كاذباً