responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 116

يتمكن شخصٌ ضعيفٌ من القيام بهذه الرسالة الكبيرة و سينتفي غرضها.

و هذا الأمر لا يتّصف إلا بالعدالة، فقوة عضلات الساعد تفوق بكثيرٍ قوة عضلات جفن العين، لأن وظيفة الأخيرة رفع و خفض جفن العين، في حين وظيفة الأخرى‌ رفع الأحمال العظيمة و إنجاز الأعمال الثقيلة، و خلاف ذلك هو خلافٌ للعدالة.

و مع هذا فإن الجوهر الذاتي للرسول صلى الله عليه و آله لم يسلب منه الإرادة و الاختيار، فهو أيضاً له القدرة على‌ المعصية «و العياذ باللَّه»، علماً أنه لا يرتكب المعصية.

لا تتعجب، فالكثير من الناس العاديين يتمتعون بنفس هذه الحالة بالنسبة لبعض المعاصي، فمثلًا يستطيع كل امرى‌ءٍ أن يظهر عارياً كما ولدته أمه أمام جمعٍ من الناس، أو أن له القدرة على‌ النوم عارياً في ثلوج ليلة شتاءٍ قارصة، ولكن في نفس الوقت لاتصدر هذه الأفعال إلا من المجانين.

يتمتع الأنبياء و الأئمة المعصومون بنفس هذه الحالة بالنسبة لجميع المعاصي.

و هذا يُلفت النظر إلى‌ المسؤولية الكبيرة التي يتحملها المعصومون تجاه جوهرهم الطاهر، فلا يُقبل منهم أبداً ترك العمل بالأولى‌.

و تعبير فاطمة عليها السلام الذي تقول فيه «عِلماً من اللَّه تعالى‌ بمائل الأمور و إحاطةً بحوادث الدهور» إنما يُشير إلى‌ تلك النقطة، و هي أن اللَّه يعلم بثقل الرسالة التي ستُلقى‌ على‌ عاتق النبي صلى الله عليه و آله لذا جعل جوهره بهذا المستوى‌ الممتاز.

2- جاء الرسول صلى الله عليه و آله لإتمام الأوامر الإلهية، و تنفيذ أوامره التكوينية.

نام کتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست