مقدّمة النّاشر

1- إنّ رسالة توضيح المسائل التي تمّ تدوينها على يد عدّة من فضلاء الحوزة العلمية في قم المقدسة في عصر آية اللّه العظمى‌ السيد البروجردي قدس سره وفقاً لفتاواه، تعدّ خطوة هامّة على طريق توضيح الاحكام الفقهية لعامّة الناس و لأوّل مرّة، حيث أنّها لا تشتمل على المصطلحات المغلقة الخاصّة بالفقه و التي كانت سائدة في الرسائل العلمية الاخرى‌، مضافاً إلى أن عباراتها سهلة و واضحة و في نفس الوقت دقيقة و منسجمة، و لهذا كان لها أثر عميق في اقبال المؤمنين لفهم أحكامهم الدينية.

و بعد سماحة السيد قدس سره استفاد المراجع العظام- كثر اللّه أمثالهم- من متن هذه الرسالة أيضاً بعد تضمينها فتاواهم، و التزموا بهذه السنة الحميدة.

و لكن بما أنّ عبارات المرحوم آية اللّه العظمى‌ السيد البروجردي قدس سره في كتابه الفتوائي اندمجت مع فتاوى علماء آخرين أدّى ذلك بمرور الزمان إلى بعض التعقيد و فقدت العبارات سلاستها و انسجامها الاولى إلى درجة أنّه في الفترة الأخيرة نلاحظ أنّ بعض أقسام من توضيح المسائل عادت إلى التعقيد مرّة اخرى و صعب فهمها و حتى أنّ بعض الموارد أصبحت متناقضة أحياناً.

2- و من جانب آخر فإنّ مشاغل المراجع الكبار الكثيرة لا تسمح لهم غالباً أن يعملوا على تطبيق فتاواهم على مسائل‌ «التوضيح» بأنفسهم و اجراء تغييرات لازمة، فيتمّ هذا العمل أحياناً تحت نظر شخص أو أشخاص من الفضلاء المعتمدين لديهم و من الواضح أنّ نمط عمل هؤلاء و دقّتهم تختلف كثيراً عن عمل‌