فمن البديهي
أنّ الأثرياء إذا لم يلحظوا القيم الأخلاقية و الدوافع المعنويّة، و لم يهتموا
باحتياج المحتاجين و المعوزين، و إعسار الفقراء و المساكين، فإنّ هذا الأمر سوف
يؤدّي إلى تشديد العداوة و توكيد الأحقاد، و سوف يتربص البؤساء و من اشتدّ عليه
العوز للانتقام و تلافي سنوات القحط التي مرّوا بها، كما كان هذا هو السبب في
الثورة الشيوعيّة في روسيا. و نقرأ في حديث آخر
«حصّنوا أموالكم بالزكاة»
[2]، لأنّه لو لم تدفع الزكاة و
تصرف في مواردها، فإنّ نار الفقر سوف تلتهم الفقير، و تحيل حياته إلى جحيم، و قد
تسري آثارها السلبيّة إلى دينه و إيمانه فيبيعها بدنياه.
و نخلص من
ذلك إلى أنّ القيم الأخلاقية و المعنويّة مقرونة بالمسائل الاقتصادية إلى حدٍّ
أنّها لا تقبل التفكيك بتاتاً، بخلاف المذاهب الاقتصادية الماديّة التي لا تتأثر
المسائل الاقتصادية بالمعاني الأخلاقية و المثل الإنسانية، و من هنا يتضح معنى و
مغزى تأكيد الإسلام على حرمة الرِّبا بتلك
[2] إن الرواية وردت عن عدّة من الأئمّة (عليهم
السلام) و منها ما وردت في وسائل الشّيعة، المجلد 6، الأبواب ما تجب فيه الزّكاة،
الباب 1، الحديث 16، عن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله). و كذلك في الحديث
الرابع عشر عن الإمام الصادق (عليه السلام)، و الحديث 5- و 11 عن الإمام موسى بن
جعفر (عليه السلام)، و كذلك وردت هذه الرّواية في نهج البلاغة في الكلمات القصار،
الكلمة (138).