فقد أكّد
(عليه السلام) هذا المعنى للربا، و أنّه منشأ الفساد و الظلم، فيكون حراماً لذلك.
لما ذا
يكون الرّبا نوعاً من الظّلم؟
إنّ جميع
الأشخاص الّذين يشتركون في معاملات اقتصاديّة و تجاريّة في المجتمع من أصحاب
المصانع و المزارع و التّجارات و معامل تربية الدواجن و المواشي و الخدمات و غيرها
نلاحظ فيها أنّهم يشتركون جميعاً في الرّبح و الخسارة معاً، باستثناء المرابين
الذين يغنمون الرّبح الخالص فقط، دون أن يكون لهم عمل مفيد و مثمر، و هذا نوع من
الظّلم، و أسلوب للكسب دون تعب و مشقّة، و لذا ورد التّعبير المتعارف عن الرِّبا
بأنّه (كنزٌ بلا تعب). و لهذا السبب كانت المعاملات الرّبويّة أحد العوامل في
تقوية و ترسيخ النّظام الطّبقي في المجتمع، لأنّ أفراداً معدودين يمتلكون كلّ شيء
بسبب الرِّبا، بينما تقبع الأكثرية الساحقة في فقر مدقع، و تتخبط في دوامة
الحرمان.
إنّ هذه
الفاصلة الطّبقيّة- و كما يؤكد ذلك الخبراء في عالم اليوم- تزداد و تشدّد يوماً
بعد آخر، و كلّما تقدّم بنا الزمان اتّسعت الفاصلة و الهوّة بين الأثرياء و
الفقراء، حتى بلغ بالشعوب في بعض بلدان العالم الثالث أحياناً،
[1] وسائل الشّيعة، المجلد 12، أبواب الرِّبا،
الباب 1، الحديث 11.