4- الكسب
الغير المشروع، مثل التطفيف بالميزان، و الغش و الغبن في المعاملة، و بيع الخمر، و
القمار، و أمثال ذلك، فقد ورد التعبير عن جميع هذه المفردات، بأكل المال بالباطل.
فهذه الآية الشريفة تدلّ أيضاً على أنّ الرِّبا كان حراماً على اليهود، و الجدير
بالذكر أنّه على الرغم من التحريف الكثير الذي طرأ على التوراة، فإنّ تحريم
الرِّبا لا يزال مذكوراً فيها في موضعين، 1- سِفْرِ لاويان، الفصل- 25، 2- سفر
الخروج، الفصل- 22.
سؤال: أنّ
الآية الشريفة بالرغم من أنّها صريحة في أنّ الرِّبا كان محرّماً على اليهود، و
لكن كيف يمكن استفادة تحريم الرِّبا منها على المسلمين؟
الجواب: أنّ
بعض العلماء و الفقهاء [1] تمسّكوا في
هذه المسألة و ما شابهها بقاعدة (استصحاب الشرائع السابقة)، و لكنّ حجيّة مثل هذا
النوع من الاستصحاب لا تخلو من مناقشة، و نحن لا نعتقد بحجيّته، لأنّ الأصل الاسمي
في الاستصحاب هو قاعدة (لا تنقض اليقين بالشك، بل انقضه بيقين
[1] كالعالم الجليل و الفقيه المتبحر الشّيخ
مرتضى الأنصاري (رضوان الله عليه)، و كذلك الأصولي البارع المرحوم الآخوند
الخراساني (قدّس الله سرّه) اللذان يُعدّان من أساطين العلم للحوزات العلمية و من
افتخاراتها، بل من مفاخر عالم التشيّع.