responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 92

وجود الظل الممتد من الجسم بسبب الضوء هو الذي يعين لنا أبعاد الجسم و يميزه عمّا يحيط به، و عندئذ نستطيع أنْ نراه.

كذلك هي حال عطاءات الحياة، فلا يمكن رؤيتها بغير الظلال الخفيفة و الثقيلة. و لو لا المرض في بعض فترات الحياة لما عرفنا لذّة السّلامة. إنَّنا على‌ أثر ليلة من الحمى الشديدة و الصداع القاتل الاليم، نشعر صباحا بعد انقطاع الحمى و زوال الصداع باللذة و الحلاوة في العافية بحيث إنَّنا كلّما تذكرنا تلك اللّيلة العصيبة أدركنا قيمة السّلامة و العافية عندنا.

إنَّ الحياة نفسها، حتى المسرفة في الرفاهية و الرخاء، تكون مملة و عديمة الروح و قاتلة لو أنَّها مضت على وتيرة واحدة. و كثيراً ما لوحظ أن بعض النّاس يعانون الألم و العذاب بسبب رتابة حياتهم المرفهة الخالية من كل منغص و قلق الى درجة أن بعضهم يقدم على الانتحار، أو لا يكف عن الشكوى من حياته.

إنّك لن تجد مهندساً معمارياً يملك ذوقاً يبني جدران غرفة الاستقبال رتيبة مسطحة مثلما يبنى جدران السجن، بل أنَّه يضيف عليها من الانعطافات و الانحناءات المناسبة ليخرجها من الرتابة.

لما ذا يتميز عالم الطبيعة بكل هذا الجمال؟

لما ذا تثير فينا الغابات على سفوح الجبال، و الانهار المنسابة بين الاشجار و هي تلتوي في المنعطفات كالأفعى، هذا الشعور بالبهجة؟

إنَّ أحد الأجوبة هو: أنَّها ليست رتيبة.

إنَّ من أهم آثار نظام «النّور» و «الظّلام»، و تعاقب الليل و النهار الذي‌

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست