بهم الامور
على وتيرة واحدة من الهدوء و الاستقرار، انتابتهم حالة من «السبات و الغفلة»، و هي
حالة اذا دامت عندهم أدّت الى تعاستهم و شقائهم و لا شك أنَّ بعض الحوادث المنغصة
هدفها وضع حد لتلك الحالة من الغرور و ايقاظ الانسان من سبات الغفلة.
و لا بدّ
أنَّكم سمعتم بأنَّ سواق السيارات المحترفين يشكون من الطرق الممهدة المعبدة
الخالية من الانعطافات حيث يرون أنَّ هذه الطرق خطرة، و ذلك لأنَّ رتابتها تحمل
السائق على الشعور بالنعاس و في هذه الحالة يكمن الخطر.
و لذلك نجد
هذه الطرق في بعض البلدان قد اصطنعوا لها الانحناءات و المرتفعات و المنخفضات
للحيلولة دون وقوع السّواق في مثل تلك الحالات.
إن خطر مسار
الحياة لا يختلف عن ذلك. فاذا خلت الحياة من المنعطفات و الالتواءات و المنخفضات،
و اذا لم يعتورها أحياناً بعض المنغصات، استولت على الانسان تلك الحالة من نسيان
اللَّه و الغفلة عن ذكره و عن القيام بالواجبات الملقاة على عاتقه.
و لا نقول
طبعاً أنَّ على الانسان أن يصطنع لنفسه الحوادث المنغصة و أنَّ يبحث عن الاحزان، و
ذلك لأنَّ أمثال هذه الحوادث موجودة دائماً في حياة الانسان. و لكننا نريد التذكير
بأن الحكمة في هذه الحوادث أحياناً هي الوقوف بوجه الغرور و الغفلة و النسيان
المعادية لسعادة الانسان. نكرر القول بأنَّ هذه هي الحكمة من بعض تلك الحوادث، لا
كلّها، إذ أنَّ هناك حوادث اخرى سوف نتحدث عنها إنْ شاء اللَّه.