responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 71

يستثني حسابه عن حساب الآخرين، و لا يحشره في مصاف المذنبين.

أمّا مقولة «الاشاعرة» بأنَّ اللَّه إذا أرسل الانبياء الى الجحيم، و المذنبين الى الجنّة لا يكون ظالماً، فهي مقولة باطلة و قبيحة، و مخجلة و لا أساس لها، و إنَّ أي شخص لم يغلف عقله التعصب و الخرافات يشهد بقبح هذا القول.

ج) الفرق بين «المساواة» و «العدالة»:

النقطة المهمة الأخرى‌ التي لا بدّ من الاشارة إليها في هذا البحث هي ما يجرى أحياناً من الخلط بين «المساواة» و «العدالة» باعتبار أنَّ العدالة هي تطبيق المساواة، و هو ليس كذلك.

فالمساواة ليست شرطاً من شروط العدالة، بل العدالة هي إعطاء كل حق لمستحقه و أخذ الاولويات بنظر الاعتبار.

فالعدالة بين تلاميذ صف واحد، مثلًا، ليست في منح جميعهم درجات متساوية، و ليست العدالة بين العمال في اعطائهما اجوراً متساوية. بل العدالة هي أنَّ ينال كلّ تلميذ الدّرجة التي تستحقها معلوماته و مكانته العلمية، و أنَّ ينال كل عامل اجرته بحسب أهمية العمل الذي يؤديه.

و العدالة في عالم الطبيعة تدخل ضمن هذا المعنى الواسع، فلو أنَّ قلب حوت (البالن) الذي يزن طناً واحداً قد ساوى قلب عصفور لا يكاد يزن أكثر من بضعة غرامات، ما كان ذلك عدلًا، و لو تساوت جذور شجرة ضخمة مع جذور نبتة صغيرة لما كان ذلك عدلًا، بل لكان ظلماً واضحاً.

فالعدالة، اذن، هي أن ينال كل كائن نصيبه بموجب استحقاقه و استعداده و لياقته.

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست