عالم من
الذكاء و التمدن و جمال الذوق و الفن، حتى أنَّ فريقاً من العلماء أمضوا جانباً
كبيراً من أعمارهم في دراسة حياة هذا الحيوان، و دونوا في كتبهم الكثير من عجائب
حياته.
ترى من ذا
الذي أوجد كل هذا الذّكاء و المهارة في هذا الحيوان الصغير؟
هل أن
الطبيعة التي لا تملك من ذرة من العقل و الذّكاء؟
2-
لننظر في عالم الذّرة: أنَّنا نعلم أن أصغر ما اكتشف حتى الآن في العالم هو الذرة
و اجزاؤها. إنَّ الذّرة هذه من الصغر بحيث أنَّ أعظم المجهرات التي توصف بأنَّها
تكبر القشة لتبدو جبلًا- تعجز عن رؤيتها.
إذا أردتم
معرفة مقدار صغر الذّرة، يكفي أنْ تعلموا أنَّ قطرة واحدة من الماء تحتوى على عدد
من الذّرات أكثر من جميع سكان الارض قاطبة. و إذا أردنا حساب عدد البروتونات في
سانتيمتر واحد من سلك دقيق، و استعنّا على ذلك بألف شخص يحسبون ذلك بحيث إنَّنا
نستطيع أن نفصل بروتوناً واحداً في كل ثانية، لاستغرق حسابنا بين 30 سنة و 300 سنة
(بحسب اختلاف ذرات كل مادة)، على أنْ يستمر حسابنا ليلًا و نهاراً دون انقطاع.
و الآن بعد
أنْ عرفنا أن في سانتيمتر واحد من سلك دقيق هذا العدد من البروتونات، فكم تظن عدد
الذّرات في السماء و الارض و الماء و الهواء و المجرات و المنظومة الشمسية؟ أ لا
يتعب فكر الانسان من مجرد تصور ذلك؟ هل يستطيع أحد معرفة عددها غير الذي خلقها؟