تصبح شجرة.
إنَّ تهيئة هذه الظّروف و الشّروط تتطلب عقلًا و معرفة.
2-
إنَّ لكلّ كائن خصائص يختص بها دون غيره. فللماء صفات و للنار خصائص لا تنفصل عنها
و تتبع قوانين ثابتة.
3-
جميع أعضاء الكائن الحي تتعاون فيما بينها، فاعضاء الجسم تعمل- بوعي أو بغير وعي-
بانسجام تام بعضها مع بعض. فاذا ما واجه الجسم خطراً تأهبت الاعضاء للدفاع عنه.
إنَّ هذا الترابط و الانسجام في العمل دليل آخر على وجود النظام في عالم الوجود.
4-
إنَّ نظرة واحدة الى العالم تكشف لنا أنَّ الترابط و الانسجام و التعاون في العمل
ليست مقتصرة على أعضاء الجسم الواحد، بل إنَّ في كافة الكائنات العالم تتعاون فيما
بينها، فلبقاء الكائنات تطلع الشمس و ينزل المطر و تهب الرّياح و تتظافر معها
الارض و منابعها من أجل الوصول الى هذا الهدف. و هذا دليل وجود نظام معين يشمل
عالم الوجود كلّه.
العلاقة
بين «العقل» و «النظام»
كلُّ امرئ لا
بدّ أنْ يعترف في قرارة نفسه بهذه الحقيقة، و هي أن وجود النظام دليلٌ على أنَّ
وراءه عقلًا مفكراً و مخططاً و هادفاً. فحيثما شاهد الانسان نظاماً ثابتاً يخضع
لقوانين معينة أدرك أن وراءه مصدراً للعلم و القدرة، و لا يحتاج في هذا الادراك
الوجداني حاجة كبيرة الى الاستدلال.