من المسائل المهمّة الاخرى التي تبرز في موضوع المعاد هو السؤال عما إذا كان
المعاد «روحانياً» فقط، أم إنَّه يكون بعودة الروح و الجسم معاً في العالم الآخر، و إنَّ
الانسان، بروحه و جسمه- على مستوى أفضل و أرفع- سوف يواصل حياته في العالم الآخر.
كان فريق من الفلاسفة القدامى يعتقد بأن المعاد يكون بالرّوح فقط، لأنَّهم
كانوا يعتقدون بأن الجسم تركيب خاص يختص بالعالم الدنيوي فحسب، و بأن الانسان
يستغني عنه في العالم الآخر، و أنَّه يهرع الى العالم الآخر بدون جسمه.
إلّا أنَّ كبار العلماء و الفلاسفة الاسلاميين يعتقدون أنَّ عودة الانسان الى
العالم الآخر يكون بروحه و بجسمه معاً، صحيح إنَّ هذا الجسم يتحول الى تراب بعد
الموت، و إنَّ ترابه يتشتت في أرجاء الارض و يضيع، و لكن اللَّه القادر العالم
يجمع كل ذرات الجسد يوم القيامة و يضفي عليها لباس الحياة مرّة اخرى،