الحضور فيها بدون استثناء لينال جزاء أعماله بموجب عدالة عالم الخلق.
أ يصحّ أنْ يقضي أشخاص مثل نمرود و فرعون و قارون و جنكيز أعمارهم يظلمون و
يعتدون و يفسدون، ثمّ لا يكون وراءهم حساب و لا عقاب؟
أ يجوز أنْ يقف المجرمون و المتقون على قدم المساواة في كفة ميزان العدالة
الإلهية؟
أو كما يقول القرآن:
أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ* ما لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ[1] و أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ
كَالْفُجَّارِ.[2]
صحيح إنَّ بعض المجرمين ينالون عقابهم على أعمالهم في هذه الدنيا، أو جزءاً من
ذلك العقاب، و صحيح إن مسألة محكمة الضمير مسألة مهمة، و صحيح أيضاً إنَّ نتائج
الذنوب و الظلم و التعسف تحيق احياناً بالانسان نفسه، و لكننا بامعان النظر في هذه
الحالات الثلاث ندرك أنَّها ليست عامة شاملة بحيث تعم كل ظالم و مذنب فينال كل
نصيبه من العقاب بما يتناسب و جريمته، و أنَّ هناك الكثيرين الذين يهربون من مخالب
عقاب محاكمات الضمير و نتائج أعمالهم، أو لا ينالون من العقاب ما يكفي.
فلأمثال هؤلاء، و لكي تكون هناك محكمة عدل عامة لمحاسبة الناس حتى على مقدار
رأس الابرة من العمل الحسن أو السيئ، تقام محكمة العدل يوم القيامة، و إلّا فإنَّ
مبدأ العدالة لا يمكن أن يتحقق.