responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 284

الأخرى تؤدي كلها الى إضعافها الى درجة يمكن القول معها بأنَّ عدمها خير من وجودها، و ذلك لأنَّ وجودها يساعد على تنفيذ مآرب المتنفذين المشئومة.

و حتى لو كانت قوانينها عادلة. و قضاتها متقين و واعين، فإنَّ هناك الكثير من المجرمين القادرين على اخفاء معالم جرائمهم، أو الماهرين الذين يستطيعون تزييف المستندات و الأدلة بحيث لا يجد القاضي طريقه بوضوح، فيجردون القوانين بذلك من محتواها.

المحكمة الثانية التي يحاكم فيها الانسان هي محكمة «جزاء الاعمال».

إنَّ لأعمالنا آثاراً و نتائج تصيبنا على المدى القريب أو البعيد. و إذا لم يكن هذا حكماً عاماً، فإنَّه يصدق في الاقل بالنسبة لكثير من الناس.

لقد رأينا حكومات شيدت حكمها على الظلم و الجور و الاعتداء و لم تأب من ارتكاب أي جريمة شاءت، و لكنها في النهاية وقعت في فخاخ نصبتها بنفسها لنفسها و سقطت في شباك نسجت خيوطها بيدها، فحاقت بها ردود افعالها، فانهارت و تلاشت حتى لم يبق لها أثر.

و لما كانت نتائج الاعمال هي العلاقة بين العلة و المعلول و العلائق الخارجية، فقلما استطاع أحد أنْ ينجو من مخالبها بالتزوير و التزييف، كما يفعلون في المحاكم العادية. و لكن كل ما في الأمر إن هذه المحاكم ليست عامّة و شاملة، و لهذا فهي ليست قادرة على جعلنا في غنى عن محكمة يوم القيامة.

أمّا المحكمة الثالثة، و هي أدق و أقسى من محاكم النوع الثاني، فهي محكمة الضمير.

و في الواقع، كما أنَّ المنظومة الشمسية بنظامها العجيب قد تمثلت مصغرة جداً

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست