إنَّ الايمان بوجود محكمة كهذه يؤدي بالانسان الى أنْ يردد ما قاله الامام على
عليه السلام:
«واللَّه لأنَّ أبيت على حسك السعدان
مسهداً، أوأجر في الاغلال مصفداً، أحبّ اليَّ من أنْ ألقى اللَّه ورسوله يوم
القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء، من الحطام ...» [1]
إنَّ الايمان بهذه المحكمة هو الذي يحمل علياً عليه السلام لأن يقرب حديدة
محماة الى يد أخيه الذي كان يرغب بالمحاباة في بيت المال و عند ما يرتفع صراخ الاخ
يوجه اليه النصيحة قائلا:
«ثكلتك الثواكل ياعقيل! أتئن من حديدة
احماها انسانها للعبه، وتجرني الى نار سجرها جبارها لغضبه ...»
أ يمكن أنَّ ينخدع انسان له مثل هذا الايمان؟
أ يمكن بالرشوة ابتياع ضمير انسان كهذا؟
أ يمكن بالوعد و الوعيد حرف مسيرته من طريق الحق الى طريق الباطل؟
يقول القرآن المجيد:
وَ وُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ
مِمَّا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ
صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ...[2]