أدق الحاسبات الالكترونية لا تكون شيئاً مذكوراً بجانبها.
فهل في هذا العالم الدقيق يمكن للانسان- الذي هو جزء من كل- أنْ يظهر بمظهر
الرقعة المخالفة في اللون و في التنظيم ليعيش فيه في حياة كلّها حرب و اراقة دماء
و ظلم؟
هل يمكن لحالة الظلم و الفساد الاخلاقي و الاجتماعي، التي تعتبر ضرباً من
الفوضى و انعدام النظام، أنْ تسود المجتمع البشري حتى الأبد؟
النّتيجة هي أنَّ مشاهدة نظام الوجود تلفت نظرنا الى أنَّ المجتمع البشري لا
بدّ له في النهاية أن يطأطئ رأسه امام النظام و العدالة، و أنْ يعود مرّة اخرى
الى المسير الاصلي الذي خلق للسير فيه.
ب) مسيرة المجمعات التكاملية. و هذه دليل آخر على
مستقبل البشرية الواضح، إذ إنَّنا لا يمكن أنْ ننكر أنَّ المجتمع البشري، منذ أنْ
ظهر للوجود، لم يتوقف في مرحلة معينة، بل كان دائم السير و التحرك الى الامام.
فمن حيث الجوانب المادية، المسكن و الملبس و الغذاء، و طرق النقل و المواصلات،
و الافكار التوحيدية، كان الانسان في وقت ما يعيش في أبسط ظروفها. و لكنه الآن بلغ
مرحلة تحير العقول و تعشي العيون، و لا شك أنَّ هذا سوف يواصل حركته الصعودية.
أمَّا من حيث العلوم و الثقافات فقد كان الانسان يسير سيراً تصاعدياً أيضاً
فهو في كل يوم يكتشف شيئاً جديداً و يفتح فتحاً جديداً.
إنَّ هذا «القانون التكاملي» سيشمل في النهاية الجوانب المعنوية و الاخلاقية و
الاجتماعية أيضاً، و يتقدم بالانسان نحو قانون عادل و سلام عادل ثابت،