لا شك أنَّ القرآن ليس كتاباً من كتب العلوم الطّبيعية أو الطّبية أو النّفسية
أو الرّياضية، بل أن القرآن كتاب هداية و بناء لروح الانسان.
فهو لا يترك شيئاً ضرورياً في هذا السبيل إلّا و أتى به.
لذلك ليس لنا بالطّبع أنْ نرى في القرآن دائرة معارف عامّة، بل أن القرآن
عبارة عن نور الايمان و الهداية و التقوى و الانسانية و الاخلاق و النظام و
القانون، فهو يضم كل هذه الامور.
و القرآن و من أجل الوصول الى هذه الاهداف، يشير أحياناً الى جانب من العلوم
الطبيعية و أسرار الخلق و عجائب عالم الوجود و خاصة خلال بحوث التوحيد و الاستدلال
بنظام الكون، فيرفع الستار عن بعض أسرار عالم الخلق و يكشف اموراً لم يكن أحد يعرف
عنها شيئاً في ذلك الزمان و في تلك البيئة، حتى العلماء منهم.