responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 118

و هو العدالة بعينها أيضاً، فتأمل!

3- العلم الازلي سبب العصيان‌

آخر نقطة أود بحثها في موضوع «الجبر و التفويض» هي الذريعة التي يتذرع بها بعض الجبريين، و هي علم اللَّه الازلي.

يقولون: هل يعلم اللَّه، إنَّ فلاناً يقوم في الساعة الفلانية بجريمة قتل، أو يشرب الخمر؟ إذا قلت: لا يعلم فقد أنكرت علم اللَّه. و إذا قلت: يعلم فلا بدّ لهذا الشخص أنْ يفعل ما فعل، و إلّا كان علم اللَّه مغايراً للواقع.

و من أجل أنْ يتحقق علم اللَّه، فإنَّ العصاة مجبرون على ارتكاب خطاياهم، كما أنَّ الصالحين مجبرون على القيام باعمالهم الصالحة!

إنَّ الذين اتخذوا هذه الذريعة ليخفوا وراءها جرائمهم و آثامهم قد فاتتهم في الواقع حقيقة واحدة، و هي إنَّنا نقول أنَّ اللَّه عالم منذ الازل بأنَّنا سنقوم بارادتنا و بمل‌ء اختيارنا بالاعمال الصالحة أو الطالحة، أي إنَّ اختيارنا و إرادتنا معلومان عند اللَّه عزّ و جلّ، و هذا يعني أنَّ القول بالجبر يكون خلاف علم اللّه تعالى، فتأمل!

اسمحوا لي أنْ اوضح هذا الموضوع ببعض الاسئلة: لنفرض أنَّ معلماً يعرف أنَّ الطالب الفلاني الكسلان سوف يسقط في آخر السنة، و أنَّه واثق من ذلك كلّ الثّقة استناداً الى ما لديه من خبرة و تجارب طويلة.

فهل يحق لهذا الطالب، إذا سقط في النهاية، أنْ يأخذ بخناق هذا المعلم بحجّة أنْ تنبؤه و معرفته أجبرته على السقوط؟

و لنذهب أبعد من ذلك فنفترض أنَّ هناك شخصاً معصوماً من الخطأ. و أن‌

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست