responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 111

إذا دققنا النظر في هذا المثال نجد أنَّه على الرغم من حرية سائق القطار في الحركة و السكون، إلّا أنَّه يقع في قبضة شخص آخر، و أنَّ هذين الأمرين لا يتعارضان.

مثال آخر:

أفرض إنَّ شخصاً أصيبت يده بالشلل على أثر حادث عرضي، فلا يستطيع تحريكها، و لكننا إذا أوصلناها بطاقة كهربائية خفيفة أمكن ايصال الحرارة اليها بحيث تتمكن من التحرك.

فاذا ارتكب هذا الشخص بهذه اليد جريمة، فقتل شخصاً أو صفع أحداً، فإنَّ مسئولية ذلك لا شك تكون عليه، لأنَّه كانت له القدرة و الإرادة، و أنَّ الشخص إذا ملك (القدرة و الارادة) يكون مسئولًا عن أعماله.

و لكن الشخص الذى يوصل القوة الكهربائية الى يد الجانى و يولّد فيها القدرة يكون هو المسيطر الحاكم عليه، في الوقت الذي يكون فيه صاحب اليد مالكاً لحرية إرادته و اختياره.

و الآن لنعد الى موضوعنا:

لقد وهبنا اللَّه القدرة و القوة، و منحنا العقل و الذكاء و هي طاقات لا ينقطع وصولها إلينا من اللَّه، و لو توقف لطف اللَّه عنّا لحظة واحدة و انفصمت رابطتنا به لقضي علينا قضاء تامّاً.

إنَّنا إذا كنا قادرين على إنجاز عمل، فقدرتنا قد وهبها اللَّه لنا و ما زالت تصل إلينا باستمرار بلا انقطاع، بل إنَّ حرية إرادتنا أيضاً من عنده، أي أنَّه هو الذي أراد لنا أنْ نكون أحراراً في إرادتنا لكي نواصل مسيرتنا نحو التكامل بهذه الهبات الالهية.

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست