هناك أشخاص ضعفاء و كسالى و غالباً ما يكون الاخفاق نصيبهم في الحياة، و لكنهم
لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة المرّة، و هي أنَّ كسلهم أو أخطاءهم هي السبب في
اخفاقهم، لذلك و لكي يبرءوا أنفسهم، يتمسكون بأذيال الجبرية، و يضعون أوزارهم على
عاتق مصيرهم الاجباري، لعلهم بهذا يعثرون على وسيلة تمنحهم شيئاً من الهدوء
الكاذب، فيعتذرون قائلين: ما ذا نفعل؟ لقد حيك بساط حظنا منذ اليوم الاول باللون
الاسود، و ليس بمقدور مياه زمزم و كوثر أنْ تحيل سواده بياضاً. إنَّنا كتلة من
الهمة و الاستعداد، و لكن مع الاسف أنَّ الحظ لا يحالفنا!
ج- العامل الاجتماعي
يحب بعض الناس أنْ يكونوا أحراراً في التمتع و اشباع أهوائهم و ارتكاب ما تشاء
لهم رغباتهم الحيوانية من الجرائم و الآثام، و في الوقت نفسه يقنعون أنفسهم
بأنَّهم ليسوا مذنبين، و يخدعون المجتمع بأنَّهم أبرياء. و هنا يلجئون الى عقيدة
الجبرية، فيتذرعون في أعمالهم بأنَّهم غير مختارين!
و لكننا، بالطبع، نعلم إنَّ كل هذا كذب محض، بل إنَّ الذين يتذرعون بهذا العذر
يؤمنون بأنَّه واهٍ و لا اساس له، إلّا أنَّ انغماسهم في اللّذائذ الرخيصة لا تسمح
لهم باعلان هذه الحقيقة.
لذلك لا بدّ لنا في سعينا لبناء المجتمع بناء سليماً أنْ نكافح هذه المعتقدات
الجبرية و المقولات عن الحتمية التي يستغلها المستعمرون، و تتخذ وسيلة لتسويغ
الاخفاق الكاذب و لإفشاء الفساد في المجتمع.