يمكن دراسة
كلّ قضية من خلال طريقين؛ «العقل» و «العاطفة والفطرة» والفطرة هي الالهام
والادراك الباطني الذي لا يحتاج إلى الدليل، أي يقره الإنسان ويؤمن به دون قيام
الدليل والبرهان. وربّما تكون هذه الالهامات الباطنية أعظم أصالة من أحكام العقل،
حيث هذه ادراكات ذاتية، وتلك معلومات اكتسابية.
ويصطلح عادة
على هذه الالهامات لدى الحيوانات ب «الغريزة»؛ ولهذه الغرائز قاعدة عريضة في
الحيوانات إلى جانب دورها المهم؛ بل يمكن القول إنّ المحور الأصلي لحياة الحيوانات
إنما يستند إلى الغرائز.
وقد تكون
انعكاسات هذه الغرائز على درجة من الدهشة بحيث يشعر الإنسان إزائها بالعجز رغم
امتلاكه لكلّ هذه الوسائل الصناعية المتطورة والأدوات الالكترونية المعقدة. مثلًا،
كثيرة هي الحيوانات والحشرات التي تتحسس وضع الجو، لعلّ ذلك أحياناً ليوم واحد
وأحياناً اخرى لستة أشهر، بل قرأت في صحيفة أنّ نوعاً من الجراد يتكهن بأوضاع الجو
قبل سنة، حقّاً أنّه لمن المثير للدهشة أنّ إنسان عصر الفضاء ورغم كلّ ما