يتألف عالم
الوجود من سلسلة من الأنظمة. ووجود القوانين المنظمة والشاملة في كافة أرجاء هذا
العالم دليل على وحدة هذا النظام.
وتعتبر قضية
النظم والقانون على مستوى الخليقة من القضايا الأساسية لهذا العالم. على سبيل
المثال، لو رأينا مئات الأجهزة الالكترونية الضخمة تعمل مع بعضها البعض لتمهد
السبيل من خلال حساباتها الدقيقة أمام رواد الفضاء بغية الانطلاق إلى الأقمار
والكواكب، وكانت هذه الحسابات صائبة بحيث تهبط السفينة الفضائية على الموضع
المتوقع في القمر، رغم حالة الحركة السريعة التي عليها الأرض والقمر، فإن ذلك
يجعلنا نلتفت إلى أنّ هذه العملية إنما تتم من خلال نظام دقيق يحكم المنظومة الشمسية
وسياراتها وأقمارها؛ ذلك لأنّها إن انحرفت عن مسارها الثابت والمنظم لاختلت أوضاع
رواد الفضاء وقذفوا في المتاهات.
ولو تجاوزنا
ذلك العالم العظيم ودخلنا العالم الصغير فالأصغر فالنظم الحاكم هنا- سيّما في عالم
الكائنات الحية- يبدو أنصع وضوحاً وحيوية بحيث لا مكان هنالك للفوضى. على سبيل
المثال فإن اختلال نظام الخلايا