فبعضهم يلتقيه لحظات وآخر ساعات وثالث عدة أيّام وشهور وربّما سنوات!
بعبارة أوضح إنّ البعض بلغ منزلة رفيعة من العلم والورع والتقوى بحيث أصبح
كالراكب في الطائرة التي تحلق في عنان السماء وهي تخترق السحب والغيوم، بينما ما
زال البعض الآخر يعيش تحت السحب في الظلمات.
وهذا هو الحساب الصائب، فلا ينبغي أن أجلس وانتظر لاسحب الشمس تحت السحب
وأراه، فهذا الانتظار خطأ محض ووهم زائف؛ أنا الذي ينبغي أن أحلق فوق السحب
والغيوم لاستضيىء بضياء الشمس وانتهل من نورها.
على كلّ حال فإنّ تربية هذه الثلة، تعد من الآثار المترتبة على فلسفة وجوده في
هذا العصر.
4- النفوذ الروحي والتلقائي
نعلم أنّ للشمس أشعة مرئية تظهر من تركبها الألوان السبعة، كما لها أشعة غير
مرئية هي «الاشعة فوق البنفسجية» و «الأشعة تحت الحمراء».
كذلك للزعيم الربّاني سواء النبي أو الإمام وإضافة إلى التربية التشريعية عن
طريق القول والفعل والسلوك والتعليم والتربية العادية، فإنّ هناك تربية روحية من
خلال النفوذ المعنوي في القلوب والأفكار والتي يمكن الاصطلاح عليها بالتربية
التكوينية، ليس هنا من فاعلية للألفاظ والكلمات والأقوال والأفعال، بل الكلمة
الفصل للجذب الباطني.
ونرى في سيرة أغلب أولياء اللَّه العظام في أنّ بعض الأفراد المنحرفين