أمّا إن لم يكن لهذا الزعيم من وجود خارجي وينتظر اتباعه ولادته في المستقبل
فالوضع يختلف تماماً.
ولو أضفنا نقطة اخرى إلى هذا الموضوع لأصبحت القضية أكثر جدية وهي: على ضوء
الاعتقاد العام للشيعة فقد وردت في أغلب الروايات في المصادر الشيعية أنّ الإمام
يتفقد طيلة غيبته وبصوره مستمرة أوضاع شيعته، ويقف على تفاصيل أعمالهم عن طريق
الالهام وما شابه، وحسب الروايات فإنّ أعمالهم تعرض عليه كلّ اسبوع ويحيط علماً
بتصرفاتهم وأفعالهم [1].
وهذا الاعتقاد يجعل هؤلاء الاتباع يخضعون لمراقبة دائمية يستحضرونها عند كلّ
قول وفعل، الأمر الذي يمكن انكار دوره النفسي والتربوي.
2- حماية الدين
قال علي عليه السلام ذلك الرجل الفذ في بعض الكلمات القصار في إشارته إلى
ضرورة وجود الزعماء الربّانيين في كلّ عصر وزمان:
«اللّهم بلى لا تخلو الأرض من قائم
للَّهبحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغموراً لئلّا تبطل حجج اللَّه
وبيناته»[2].
[1]. وردت هذه الروايات في تفسير
البرهان ذيل الآية «وقل اعملوا فسيرى اللَّه عملكم ورسوله والمؤمنون» (سورة
التوبة، الآية 105) ولدينا بحث رائع ذكرناه في المجلد الثامن من التفسير الأمثل.