جدير بالذكر أنّه ليس من الضروري ظهور هذه المفاسد في كافة أنحاء العالم؛
ويتعذر حصول هذا الشرط لو كان هناك بقعة طاهرة، بل المعيار القضية النوعية للناس
سواء كانت في الشرق أو الغرب. وبعبارة اخرى فإن هذا الحكم كسائر أكثر الأحكام على
أساس الاسلوب الغالب.
2- الدجّال
عادة ما يتبادر إلى الذهن حين الحديث عن الدجّال وعلى ضوء السابقة الذهنية
العامة شخص معين ذو عين واحدة وجسد ضخم ودابة خيالية وسيظهر قبل نهضة المهدي
العالمية ولديه بعض الخطط والمشاريع.
ولكن كما يستفاد من الأصل اللغوي لكلمة الدجّال من جانب [1] ومصادر الحديث من جانب آخر أنّ الدجّال لا
يقتصر على فرد معين، بل هو عنوان كلي للأفراد المزورين والماكرين والمخادعين الذين
يعتمدون مختلف الطرق والوسائل لاستقطاب الآخرين ويظهرون كحجر عثرة أمام النهضة
البناءة.
جاء في الحديث الصحيح الذي أورده الترمذي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله
قال:
«إنّه لم يكن نبي بعد نوح إلّاانذر
قومه الدجّال وأنا أُنذركموه»[2].
قطعاً كان الأنبياء السابقون يحذرون قومهم من فتنة الدجّال الذي يظهر