على الظاهر لكونها صوتاً من غير لفظ، و الغناء من الألفاظ» [1].
و الظاهر أن مراده ما يسمّى عندنا بالهلهلة، و ما ذكره في حكمه جيّد و لكن
التعليل بأن الغناء من الألفاظ لا يخلو عن شيء إلّا أن يقال إن مراده أن الغناء
من الكيفيات العارضة للألفاظ و الهلهلة ليس بلفظ لعدم وجود حروف التهجي فيها، و
الأولى أن يقال ليس فيها شيء من أوزان الغناء.
هذا مضافاً إلى أنه ليس صوتاً لهوياً من ألحان أهل الفسوق، نعم كونها من
النساء قد يتوهم كونه داخلًا في الخضوع بالقول و لكنه غير ثابت (سواء كان في مجالس
الفرح كما عندنا أو في مجالس العزاء كما عند العرب أحياناً) و على كلّ حال لا يبعد
جوازه و لا أقل من الشكّ و الحكم فيه البراءة، إلى هنا تم الكلام في الغناء و
فروعه، و أمّا الضرب بالآلات فله مقام آخر و إن كان من كثير من الجهات كالغناء
موضوعاً و حكماً فتدبر فإنه حقيق به.