، من طريق العقل و النقل، أمّا الأوّل ما استدلّ به كثير من العلماء على أن
رداء التقنين لا يليق إلّا بالله، لأنه العالم بحاجات الناس، معنوية و مادية، لأنه
هو خالقهم، و هو العالم بسرائرهم، و ما كان من أمورهم و ما يكون، و لا يعلم ذلك
غيره فلا يليق التشريع إلّا به، بل لا يقدر عليه غيره، و لذا لا تزال القوانين
البشرية تتغير يوماً بعد يوم، لعدم نيلها بما هو الصالح و الأصلح، فهم يخبطون خبط
عشواء، يسلكون طريقاً مظلماً، و يلجون بحراً عميقاً، من دون أن يكونوا أهلًا لذلك،
بل هذا من أهم الدلائل على وجوب إرسال الرسل و إنزال الكتب.
بل لو قلنا بجواز الحكم بالآراء و تشريع الشرائع بعقول الرجال استغنينا عن
الكتب السماوية و الشرائع الإلهية: و لم نحتج إليها، و لم يقل بهذا أحد، بل لا
يتفوه به فاضل، فضلًا عن فقيه عالم، و من جميع ذلك يعلم أنه لا معنى لتفويض أمر
التشريع إلى الفقيه، بل وظيفته بما هو فقيه إجراء أحكام الشرع، و التوسل إلى أسباب
مشروعة للحصول عليها، و لا دليل على أزيد من ذلك قطعاً.
[الخلاصة]
نستخلص ممّا ذكرنا أموراً مهمّة:
1- لا معنى للتشريع و جعل القانون فيما ورد فيه نصّ في الشريعة الإسلامية، بل
لم يقل به أحد.
2- التشريع فيما لا نصّ فيه مختص بالعامّة، و أمّا أصحابنا الإمامية فهم
معتقدون