الإجابة
على عدّة أسئلة فقهية أخرى: حول هذه المسألة
السّؤال (1):
يتساءل البعض أ ليس الذّبح في غير محله من الذّبح في منى خلاف إجماع المسلمين؟
الجواب: أن
الإجابة على هذا السّؤال واضحة جداً، لأنه:
أوّلًا: لقد
قلنا مراراً أن مسألة دفن لحوم الأضاحي في الحج و إحراقها و إتلاف مئات الآلاف من
الأغنام و الأبقار بهذا الشكل هي من الموضوعات و المسائل المستحدثة و الجديدة، و
ليست لها ماض قديم كما يُصدر علماؤنا الأعلام فتاواهم في هذا المجال، و بعبارة
أخرى: أن هذه المسألة برزت إلى الوجود في القرن الأخير، و قد كانت لحوم الأضاحي
تصرف في السابق في مواردها، و لهذا السبب لا توجد في الرّوايات الإسلامية و كتب
الفتاوى رواية أو فتوى تتحدّث عن حكم إتلاف الأضاحي و على هذا فإن ادّعاء الإجماع
في هذه المسألة لا ينسجم مع الموازين الفقهية و الأصولية.
ثانياً: كما
قلنا سابقاً لقد كان محل الذّبح في الأزمنة الغابرة داخل منى، و لكن الآن أصبحت
المجازر خارج منى، و انتقلت إلى وادي محسّر، ثم وادي المعتصم و هذا الموضوع من
المواضيع الجديدة و المستحدثة تماماً، و ادعاء الإجماع على ذلك غير ممكن، بل الأمر
بالعكس.