responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فقهية هامة نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278

الولد و المال كانت من أسباب القوّة و القدرة.

و قال تعالى أيضاً في سورة القصص مشيراً إلى قارون المستكبر (أَ وَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَ أَكْثَرُ جَمْعاً) [1]. و هذه الآية تدلّ على أنّ كثرة الجمع أمر قرين للقوّة.

و حينئذ لو ثبت لنا بالأدلّة القطعية أن كثرة النفوس في بعض الأزمنة توجب الضعف و الوهن و الفقر و الجهل و المرض و البطالة، فلا تكون أمراً يفتخر به، بل تكون سبباً للتواني و الفشل. و بذلك تخرج عن شمول تلك الآيات و الروايات؛ لأنّها وردت في ظروف أخرى ناظرة إلى أناس آخرين. و أنت ترى في العصر الحاضر أنّه لا يفتخر إنسان على غيره بأنّي أكثر منك مالًا و ولداً، نعم يمكن أن يفتخر بماله، و لكن لا يفتخر بكثرة أولاده.

و ممّا يشهد على ما ذكرناه قوله تعالى في سورة الأنفال مخاطباً للمسلمين‌ (وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) [2]. فكان المسلمون قليلينَ بحيث يمكن أن يتخطّفهم الناس، فوجب عليهم في هذه الظروف الاهتمام بكثرة الأفراد و تكثير الأولاد، حتّى لا يقدر أعداؤهم على السيطرة عليهم.

[أدلة القائلين بتحديد النسل‌]

أمّا لو فرض زمان تكون الكثرة فيه سبباً للاستضعاف فلا شكّ أنّ الحكم يتغيّر.

كما هو الأمر في زماننا فقد صارت كثرة النفوس سبباً للضعف و الفتور و التخلّف، و تشهد لذلك عدّة مؤشّرات:

1- كان كثرة النفوس في السابق سبباً للتقدّم و الغلبة

، لا سيّما في الحروب، فإنّ‌


[1] القصص: 78.

[2] الأنفال: 26.

نام کتاب : بحوث فقهية هامة نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست