responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 88

نفوسهم حساسيتهم السابقة تجاه الذنب، و وصل أمرهم إلى حدّ يجدون اللذة و الإنشراح في الانحراف، و قد يضفون عليه صفة الواجب الإنساني! أو الواجب الديني!! و في تاريخنا الإسلامي ظهر مجرمون سفّاكون مولعون بإزهاق الأرواح و التنكيل بالمسلمين كما ذكر في حالات «الحجاج بن يوسف الثقفي» أنه كان يضع لأعماله الإجرامية تبريرات دينية، و يقول مثلا: إن اللّه سلّطنا على هؤلاء النّاس المذنبين لنظلمهم، فهم مستحقون لذلك!! و كذلك قيل إن أحد جنود المغول خطب في أحد مدن ايران الحدودية و قال:

- ألستم يعتقدون أن عذاب اللّه يصيب المذنبين؟ فنحن عذاب اللّه عليكم، فلا ينبغي لكم المقاومة.

2- لماذا يصرّ الأنبياء على هداية هؤلاء، إذا كانوا لا يهتدون؟

و هذا سؤال آخر يطرح في إطار الآيات المذكورة. و الجواب عليه يتضح لو عرفنا أن العقاب الإلهي يرتبط بمواقف الإنسان العملية و سلوكه الفعلي، لا بما يكنّه في قلبه من زيغ و ضلال فقط. من هنا كان لا بدّ من توجيه الدعوة حتى إلى هؤلاء الذين لا يهتدون. بعد ذلك يستحق الفرد العقاب تبعا لموقفه من الدعوة.

بعبارة اخرى لا بدّ من «إتمام الحجّة» قبل العقاب.

بعبارة موجزة: الثّواب و العقاب يتوقفان حتما على العمل بعد إنجازه، لا على المحتوى الفكري و الروحي للفرد.

أضف إلى ما سبق: أن الأنبياء بعثوا للناس جميعا، و هؤلاء الذين‌ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ‌ قليلون في المجتمع، أما الأكثرية فهم التائهون الذين يتقبّلون الهداية ضمن برنامج تعليمي تربوي صحيح.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست