و للقرآن
أبعاد اخرى تنجلي بمرور الزمان و تعاقب التجارب البشرية و نموّ الكفاءات الفكريّة،
و هذا ما أشار إليه ابن عباس إذ قال: «القرآن يفسّره الزمان».
أضف إلى ذلك
أنّ «القرآن يفسّر بعضه بعضا»، و هذا لا يتنافى مع كونه نورا و كلاما مبينا، لأنّه
كلّ لا يتجزأ، و جميع لا تفرّد، يشكّل بمجموعه النور و الكلام المبين.
متى بدأ
تفسير القرآن؟
تفسير القرآن
بالمعنى الحقيقي بدأ منذ عصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، بل من بدء
نزول الوحي إلّا أنّه ك «علم مدوّن» بدأ من زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السّلام كما تجمع على ذلك أقوال المورّخين و المفسّرين، و رجال هذا العلم
يصلون بسلسلة أسانيدهم إليه، و لا عجب في ذلك، فهو باب مدينة علم رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم.
إنّ مئات
التفاسير كتبت لحدّ الآن، و بلغات مختلفة، و بأساليب و مناهج متنوعة، منها الأدبي،
و الفلسفي، و الأخلاقي، و الروائي، و التأريخي، و العلمي، و كلّ واحد من المفسّرين
تناول القرآن من زاوية تخصّصه.
و في هذا
«بستان» مثمر و مزدهر ...، شغف أحدهم بمناظره الشاعريّة الخلّابة.
و آخر عكف
على ما فيه من أشكاليات طبيعيّة ترتبط بتكوين النبات و هندسة الأزهار و عمل
الجذور.
و ثالث ألفت
نظره الى المواد الغذائية المستفادة منه.
و رابع اتّجه
إلى دارسة الخواصّ العلاجيّة في نباتاته.
و خامس اهتمّ
بكشف أسرار الخلقة في عجائب ثماره اليانعة و أوراده الملوّنة.
و سادس راح
يفكّر من أيّ أزهاره يستطيع استخراج أفضل العطور.