بعد أن يقرّ
الإنسان بالتسليم لربّ العالمين، و يرتفع إلى مستوى العبودية للّه و الاستعانة به
تعالى، يتقدّم هذا العبد بأول طلب من بارئه، و هو الهداية إلى الطريق المستقيم،
طريق الطّهر و الخير، طريق العدل و الإحسان، طريق الإيمان و العمل الصالح، ليهبه
اللّه نعمة الهداية كما وهبه جميع النعم الاخرى.
الإنسان في
هذه المرحلة مؤمن طبعا و عارف بربّه، لكنه معرّض دوما بسبب العوامل المضادة إلى
سلب هذه النعمة و الانحراف عن الصراط المستقيم. من هنا كان عليه لزاما أن يكرر عشر
مرات في اليوم على الأقل طلبه من اللّه أن يقيه العثرات و الانحرافات.
أضف إلى ما
تقدم أن الصراط المستقيم هو دين اللّه، و له مراتب و درجات لا يستوي في طيّها جميع
النّاس، و مهما سما الإنسان في مراتبه، فثمّة مراتب اخرى أبعد و أرقى، و الإنسان
المؤمن توّاق دوما إلى السير الحثيث على هذا السلّم الارتقائي، و عليه أن يستمد
العون من اللّه في ذلك.