سبحانه في الآية 69 من سورة العنكبوت: وَ
الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا.
9- اذكروني «بالصدق و الإخلاص» لأذكركم «بالخلاص و مزيدا للاختصاص».
10- اذكروني «بالربوبية» لأذكركم بالرحمة. دليل ذلك مجموع آيات سورة الحمد. [1] كل واحدة من
التفاسير المذكورة هي طبعا مظهر من مظاهر المعنى الواسع للآية. و لا تقتصر هذه
المظاهر على ما سبق فيشمل المعنى أيضا: اذكروني «بالشكر» لأذكركم «بزيادة النعمة»
كما ورد في قوله سبحانه: لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ[2] كل ذكر
للّه- كما قلنا- له أثر تربوي في وجود الإنسان إذ يجعل روحه مستعدة لنزول بركات
جديدة متناسبة مع طريقة الذكر.
2- المقصود من ذكر اللّه
من المؤكد أن ذكر اللّه ليس بتحريك اللسان فقط، بل اللسان ترجمان القلب، الهدف
هو التوجه بكل الوجود إلى ذات الباري سبحانه، ذلك التوجّه الذي يصون الإنسان من
الذنب و يدعوه إلى الطاعة.
و من هنا ورد في أحاديث عديدة عن المعصومين: أن ذكر اللّه ليس باللسان فحسب، و
من ذلك
حديث عن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم يوصي به عليا قائلا: «ثلاث لا تطيقها هذه الأمّة: المواساة للأخ في ماله، و
إنصاف النّاس من نفسه، و ذكر
[1]- التّفسير الكبير، الفخر الرازي،
ج 4، ص 144، مع شيء من التصرف.