فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ.
2- إحاطة الخطيئة
الخطيئة تستعمل غالبا في الذنوب التي لا يرتكبها صاحبها عن عمد، لكنها وردت في
هذه الآية بمعنى الذنوب الكبيرة [1]، أو بمعنى آثار الذنب في قلب الإنسان و روحه [2].
مفهوم إحاطة الخطيئة يعني انغماس الفرد في الذنب إلى درجة يصبح ذلك الفرد سجين
ذنبه.
بعبارة أوضح، الذنوب الكبيرة و الصغيرة تبدأ على شكل «فعل» ثم تتحول إلى
«حالة» و مع الاستمرار و الإصرار تتحول إلى «ملكة». و عند اشتدادها تغمر وجود
الإنسان و تصبح عين وجوده. عندئذ لا تجدي مع هذا الفرد موعظة و لا يؤثر فيه توجيه
و لا نصح، إذ أنه عمل عن اختيار على قلب ماهيته فمثلهم مثل دودة القز التي تلف
حولها من نسيج الحرير حتى تمسي سجينة عملها.
الآية الكريمة تتحدث عن خلود مثل هؤلاء الأفراد في النار، و هذا يعني أن هؤلاء
يغادرون الدنيا و هم مشركون. لأن الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره اللّه
سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ
بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ[3].
3- عنصرية اليهود
نفهم من الآيات الكريمة أن روح التمييز العنصري لدى اليهود، التي هي