responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 274

التّفسير

لا أمل في هؤلاء

كان سياق الآيات السابقة يتجه نحو سرد تاريخ بني إسرائيل، و في هاتين الآيتين يتجه الخطاب نحو المسلمين و يقول لهم: لا تعقدوا الآمال على هداية هؤلاء اليهود، فهم مصرون على تحريف الحقائق و نكران ما عقلوه‌ أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَ قَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‌! و هذه عظة للمسلمين، و دفع لما قد يعتريهم من يأس نتيجة عدم استطاعتهم إقناع اليهود و جذبهم إلى الدين الجديد.

الآيتان الكريمتان توضحان أن السبب في عدم استسلام هؤلاء القوم أمام المعجزة القرآنية و سائر المعاجز النبوية الاخرى، إنما يعود لعناد متأصل في هؤلاء ورثوه عن آبائهم الذين سمعوا كلام اللّه عند جبل الطور، ثم ما لبثوا أن حرّفوه بعد عودتهم.

من عبارة وَ قَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ... نفهم أن بني إسرائيل لم يكونوا بأجمعهم محرفين، بل إن فريقا منهم- و من المحتمل أن يشكل عددهم أكثرية بني إسرائيل- كانوا هم المحرفين.

ورد في أسباب النّزول أن مجموعة من بني إسرائيل حين عادوا من جبل الطور قالوا: «سمعنا أن اللّه قال لموسى: اعملوا بأوامري قدر استطاعتكم، و اتركوها متى تعذر عليكم العمل بها»! و كان ذلك أول تحريف في بني إسرائيل.

على أي حال، كان من المتوقع أن يكون اليهود أول من يؤمن بالرسالة الإسلامية بعد إعلانها لأنهم أهل كتاب (خلافا للمشركين)، و لأنهم قرءوا صفات النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم في كتبهم. لكن القرآن يوجه أنظار المسلمين إلى سوء السابقة لدى هؤلاء القوم، و يوضح لهم أن الانحراف النفسي يدفع إلى الإعراض عن الحقيقة،

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست