فوق رؤوس بني إسرائيل بأمر اللّه لا يجاد الظل عليهم [1]، و هناك من يقول إن زلزالا شديدا ضرب الجبل،
بحيث كان يرى بنو إسرائيل ظل قمة الجبل على رؤوسهم من شدة الاهتزاز، و ترقبوا أن
يسقط الجبل عليهم، لكن الزلزال هدأ بفضل اللّه و استقرّ الجبل [2].
و يحتمل أيضا أن تكون قد انفصلت من الجبل صخرة عظيمة بأمر اللّه على أثر زلزال
شديد أو صاعقة، و مرّت فوق رؤوسهم في لحظات، فرأوها و تصوروا أنها ستسقط عليهم.
3- الالتزام و الإرهاب
مسألة رفع الجبل فوق بني إسرائيل لتهديدهم عند أخذ الميثاق تثير سؤالا بشأن
إمكان تحقيق الالتزام عن طريق التخويف و الإرهاب.
هناك من قال: إن رفع الجبل فوقهم لا ينطوي على إرهاب و تخويف أو إكراه، لأن
أخذ الميثاق بالإكراه لا قيمة له.
و الأصح أن نقول: لا مانع من إرغام الأفراد المعاندين المتمردين على الرضوخ
للحق بالقوّة. و هذا الإرغام مؤقت هدفه كسر أنفتهم و عنادهم و غرورهم، و من ثم
دفعهم للفكر الصحيح، كي يؤدوا واجباتهم بعد ذلك عن إرادة و إختيار.
على أي حال، هذا الميثاق يرتبط بالمسائل العملية، لا بالجانب الاعتقادي،
فالمعتقدات لا يمكن تغييرها بالإكراه.
4- جبل الطّور
اختلف المفسرون في المقصود من جبل «الطّور»، منهم من قال: إنه نفس
[1]- مجمع البيان و تفاسير اخرى، ذيل
الآية 171 من سورة الأعراف.