أقل أو أكثر، فهي فترة عقاب إلهي هدفها التزكية و الإصلاح و البناء لأنّ مجازاة
اللّه ليست لها جنبة انتقامية.
و لا بدّ أن يبقى بنو إسرائيل فترة أربعين عاما من «التيه» في الصحراء ليتربّى
جيل جديد حامل لصفات توحيدية ثورية، و مؤهل لإقامة الحكم الإلهي في الأرض المقدسة.
2- المنّ و السّلوى:
تعددت أقوال المفسرين في معنى هاتين الكلمتين، و لا حاجة إلى استعراضها جميعا،
بل نكتفي بذكر معنا هما اللغوي، ثم نذكر تفسيرا واحدا لهما هو في اعتقادنا أوضح
التفاسير و أقربها إلى الفهم القرآني.
«المنّ» شيء كالطلّ فيه حلاوة يسقط
على الشجر [1] أو
بعبارة اخرى هو عصارة شجر ذات طعم حلو، و قيل طعم حلو ممزوج بالحموضة.
و «السّلوى» يعني التسلّي، و قال بعض اللغويين و جمع من المفسرين إنه «طائر».
و روي عن النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم: «إن الكماة من المنّ».
و ذهب البعض إلى أن «المنّ» هو جميع ما أنعم اللّه تعالى على بني إسرائيل و
منّ عليهم. و «السّلوى» هي جميع المواهب و الملكات النفسانية التي توجب لهم
التسلية و الهدوء النفسي.
و هو مع مخالفته لرأي معظم المفسرين، يخالف ظاهر الآية حيث تقول:
كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ و في هذا التعبير دلالة واضحة على أن المنّ