فإذا قال:
وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال اللّه تعالى: بي استعان عبدي،
و إليّ التجأ، أشهدكم لأعيننّه على أمره، و لأغيثنّه في شدائده و لآخذنّ بيده يوم
نوائبه.
فإذا قال:
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ إلى آخر السّورة قال اللّه
عزّ و جلّ: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل و قد استجبت لعبدي و أعطيته ما أمّل و آمنته
ممّا منه و جل» [1].
لماذا
سمّيت فاتحة الكتاب؟
«فاتحة الكتاب» اسم اتخذته هذه السّورة في عصر
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، كما يبدو من الأخبار و الأحاديث
المنقولة عن النّبي الأعظم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم.
و هذه
المسألة تفتح نافذة على مسألة مهمّة من المسائل الإسلامية، و تلقي الضوء على قضية
جمع القرآن، و توضّح أنّ القرآن جمع بالشكل الذي عليه الآن في زمن الرّسول صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم، خلافا لما قيل بشأن جمع القرآن في عصر الخلفاء، فسورة
الحمد ليست أول سورة في ترتيب النّزول حتى تسمّى بهذا الاسم و لا يوجد دليل آخر
لذلك، و تسميتها بفاتحة الكتاب يرشدنا إلى أنّ القرآن قد جمع في زمن الرّسول صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم بهذا الترتيب الذي هو عليه الآن.
و ثمّة أدلّة
اخرى تؤيّد حقيقة جمع القرآن بالترتيب الذي بأيدينا اليوم في عصر الرّسول صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم و بأمره.
روى عليّ
بن إبراهيم، عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله
و سلّم قال لعلّي عليه السّلام: «يا عليّ، إنّ القرآن خلف فراشي في
الصّحف و الحرير و القراطيس، فخذوه و اجمعوه
[1]- عيون أخبار الرضا، نقلا عن الميزان، ج 1، ص
37.