الإيمان بالشفاعة يفتح أمام الإنسان نافذة نحو النور، و يبعث فيه الأمل بالعفو
و الصفح، و هذا الأمل يجعله يسيطر على نفسه، يعيد النظر في مسيرة حياته، بل و
يشجعه على تلافي سيئات الماضي.
و الإيمان بالشفاعة يحافظ على التعادل النفسي و الروحي للمذنب، و يفسح الطريق
أمامه إلى أن يتبدل إلى عنصر سالم صالح.
من هنا يمكن القول أن الاهتمام بالشفاعة بمعناها الصحيح عامل رادع بنّاء، قادر
أن يجعل من الفرد المجرم المذنب فردا صالحا. و انطلاقا من هذا الفهم نجد أن مختلف
قوانين العالم وضعت فسحة أمل أمام المحكومين بالسجن المؤبّد باحتمال العفو بعد مدة
إن أصلحوا أنفسهم، كي لا يتسرب اليأس إلى نفوسهم بذلك و يتبدّلوا إلى عناصر خطرة
داخل السجن أو يصابون باختلالات نفسية.
8- شروط «توفّر الشّفاعة»
الشفاعة بمعناها الصّحيح لها قيود و شروط متعددة الجوانب، كما ذكرنا. من هنا
فالمؤمنون بهذا المبدأ لا بدّ أن يسعوا لتوفير شروط الشّفاعة كي يشملهم عطاؤها، و
أن يجتنبوا الذنوب التي تقضي على كل أمل في الشفاعة كالظلم، و أن يستأنفوا حياة
جديدة قائمة على أساس تغيير عميق في أنفسهم و أن يتوبوا من الذنب أو يهمّوا
بالتوبة على الأقل من أجل بلوغ درجة «الارتضاء» و اتخاذ «العهد الإلهي» (بالتّفسير
المذكور).
عليهم أن يكفوا عن مخالفة الأحكام و القوانين الإلهية، أو يقللوا من هذه
المخالفة ما أمكنهم، و يعمقوا في أنفسهم الإيمان باللّه و اليوم الآخر.
من جهة اخرى لا بدّ لنيل شفاعة «الشفيع»، أن يسعى الفرد لإيجاد نوع من